الأسرة العلوية – الشيخ حبيب الكاظمي
- إن من أهداف الإسلام تشكيل الأسرة المؤمنة، ويمكن تسمية هذه الأسرة المؤمنة بالأسرة العلوية أو الأسرة الفاطمية، وليست الأسرة السعيدة هي ما يصبو إليه الإسلام، فالأسرة السعيدة ليست ديدن الإسلام ولا ما يسعى إليه، ولنا في الأسرة العلوية المتمثلة بأمير المؤمنين وفاطمة وأولادهما عليهم السلام خير شاهد ودليل، فقد عانت هذه الأسرة ما عانته من البلاء والآلام والمصائب، لكنها بقيت تمثل قدوة لكل أسرة في التقوى والورع والصلاح والتوجه إلى الله سبحانه وتعالى، فقد يبتلي الله أسرة ويمتحنها ليجزيهم بتحملهم أضعافا مضاعفة من الثواب والأجر الجزيل في يوم الحساب.
- إن من أهم القربات إلى الله إصلاح ذات البين، ومن أعظم مصاديق إصلاح ذات البين الإصلاح بين الزوجين المتخاصمين وحفظ كيان الأسرة العلوية درءا للمصائب والبلايا التي تترتب على التفكك الأسري وما يحمله من كوارث على الأسرة والمجتمع، فهذه الأجواء تشكل مرتعا خصبا لنمو المجرمين والخارجين عن القانون كما تشير الدراسات.
- إن الطلاق هو آخر حل يمكن اللجوء إليه في حال استنفدت جميع الطرق وأوصدت جميع الأبواب ووصلنا إلى طريق مسدود، فالطبيب لا يأمر مثلا بأن يبتر عضو من أعضاء مريض السكر لمجرد أعراض بسيطة طرأت عليه، فهو يحاول بكل الطرق الممكنة محاربة المرض وعلاجه، ولن يلجأ إلى البتر إلا إذا استنفد جميع الوسائل ويئس من العلاج، وكان عدم البتر أكثر ضررا من البتر نفسه كأن يشكل خطرا وتهديدا لحياة المريض.
- لأجل تكوين أسرة قوية متينة الدعائم لا تهزّها العواصف أو الرياح العاتية علينا الالتزام ببعض الوصايا، ومن أهمها الاعتناء عند الاختيار في بداية الطريق، فعندما يختار الرجل فتاة لتكون شريكة حياته فليعلم أنه من المقرر أن يعيشا جنبا إلى جنب إلى آخر عمرهما، فليحسن الاختيار، ولنخرج من دائرة العادات والتقاليد الضيقة التي تحتم اختيار الأم لأجل اعتبارات لا علاقة لها بمستقبل ولدها كصداقتها مع أم الفتاة وما شاكل ذلك.
- لا ينبغي أن ينصب جل الاهتمام عند اختيار الزوجة على العوامل الظاهرية والشكل والمظهر وحده، فالزواج من امرأة جميلة لا يعني مطلقا صون العين عن النظر إلى هذه المرأة أو تلك، فليس هنالك جمال مطلق، وقد ينظر الرجل إلى امرأة أجمل من زوجته فيغرى بها. المعيار الحقيقي يبقى هو التقوى والتدين.
- من عوامل استقرار الحياة الزوجية وثباتها تأسيسها على أساسات ثابتة ومستقرة، فعلى الرجل أن لا يعنف زوجته أو يعاملها بخلق سيئ وهما لا يزالان في فترة الخطوبة، فإذا كان الرجل كذلك في فترة الخطوبة فكيف سيكون بعد سنوات طويلة من الزواج؟
- الخلاف سيقع لا محالة بين الزوجين، فهناك اختلافات وراثية وجينية بين الزوجين لا يمكن إلغاؤها، لكن الأسرة المستقيمة الراسخة هي التي تتجاوز خلافاتها ولا تتوقف عندها، وهي التي تحل مشاكلها بالتفاهم والتكافل والتعاون.