إضاءات على خطبة السيدة زينب ع في الكوفة – الشيخ حبيب الكاظمي
- يصف أحد حاضري خطبة السيدة زينب عليها السلام في الكوفة بوصف دقيق لما يجب أن تكون عليه المرأة المسلمة، حيث قال: (ونظرت إلى زينب بنت علي عليه السلام يومئذ فلم أر خفرةً -والله- أنطق منها) فالخفرة هي المرأة ذات العفة والحياء.
- المعتاد أن المرأة الحيية لا تتكم بمحضر الرجال، وفي المقابل المتكلمات عادةً لا يملكون ذلك الحياء، أما السيدة زينب عليها السلام رغم شدة حيائها وعفتها إلا أنها عند الواجب نطقت (كأنّها تفرغ عن لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب).
- بدأت السيدة زينب عليها السلام بخطبتها بـ(الحمد لله والصلاة على أبي : محمّد وآله الطيّبين الأخيار) حيث نسبت نفسها لرسول الله صلى الله عليه وآله، في رسالة مفادها أنكم قد انتهكتم حرمنا وسفكتم دماءنا ونحن حرم رسول الله صلى الله عليه وآله ولحمه ودمه.
- ثم قالت (يا أهل الكوفة ، يا أهل الختل والغدر) البعض قد يتخذها منقصة لأهل الكوفة إلى اليوم، والواقع أنها إنما قصدت اؤلئك الذي نكثوا عهدهم في ذاك الزمان، ولو صح أن نذم أهل الكوفة اليوم، لصح أيضاً أن نذم أهل مكة الذين ذمهم النبي لصدهم طريق الدعوة.
- رأتهم السيدة زينب يبكون فتعجبت من بكائهم وقالت: (أتبكون ؟ فلا رقأت الدمعة ، ولا هدأت الرنة) وهنا إشارة منها عليه السلام انها لا تريد الدمعة الخاوية من المضمون، إنما تريد منهم الموقف، فهم من دعوا الإمام الحسين عليه السلام للنصرة ثم انقلبوا عليه وقتلوه.
- وذمت كل من نقض عهده معهم بقولها: (إنّما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً)، وهذا الكلام رسالة لنا جميعا، نحن الذي إذا أقبلت علينا مواسم الخير تقربنا إلى الله تعالى، وإذا أفلت تلك المواسم عاد المرء منا إلى معاصية وتهاونه في الطاعات.