إطلالة على أخلاق المجتبى ع – الشيخ حبيب الكاظمي
- إذا أردنا التأسي بالإمام الحسن المجتبى عليه السلام فعلينا بقراءة مكارم أخلاقه، نعم من الجيد أن نقرأ عن كرامات ومعاجز الأئمة المعصومين عليهم السلام، لكن ما المانع من مطالعة سيرتهم واخلاقهم وأسلوب تعاملهم مع الناس من المؤالفين والمخالفين حتى نتزود من أخلاقهم في سيرتنا.
- يروى أن رجل أقل على الإمام الحسن عليه السلام فقال: إن فلانا يقع فيك؟ فقال عليه السلام: (ألقيتني في تعب أريد الآن أن أستغفر الله لي وله) فهذا مثال عن خلق (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)، فذلك الرجل رغم أنه اغتاب الإمام الحسن عليه السلام، إلا أن الإمام الحسن قابله الاستغفار له.
- يروى أن شاميا رآى الإمام الحسن عليه السلام راكباً فجعل يلعنه و الحسن لا يرد فلما فرغ أقبل الحسن (عليه السلام) فسلم عليه وضحك فقال: أيها الشيخ أظنك غريبا، ولعلك شبهت، فلو استعتبتنا أعتبناك، ولو سألتنا أعطيناك….) فلما سمع الرجل كلامه، بكى ثم قال: (أشهد أنك خليفة الله في أرضه….)
- أقول إن كان تعامل الإمام الحسن عليه السلام هكذا مع من يسبه، فكيف يكون تعامله مع من يحبه؟!! فإن ذهبت إلى البقيع فقف عند قبره وقل له: يا مولاي أنا من كنت أبكي على مصيبتك وأسلم عليك محب لك، فلا تعاملني بأقل مما عاملت به هذا الشامي المبغض.
- الإمام الحسن تحمل المصائب العظمى، فأصحابه خذلوه، ثم يخاطبه أحدهم بكلام لايليق، ثم تأتي زوجته لتقتله، وأخيرا ترمى جنازته بالسهام.. حياة ممزوجة بالمآسي، لذا التوسل به والبكاء على ظلامته له أثره.