فلسفة الشهوة عند البشر – الشيخ حبيب الكاظمي
- إننا اليوم نعيش في زمان تكثر فيه الشهوات، بل إننا في زمان أصبح الطريق إلى الحرام ميسر، ففي السابق إذا أراد أحد ارتكاب الفاحشة يتعنى إلى أحد البيوت التي يشار إليها في ذلك، أما اليوم فالفاحشة تأتي إلى قادصها بضغظة أصبع.
- بعض الشباب يقضي شبابه بين الملذات والشهوات المحرمة، ويوعد نفسه بالتوبه بعد يكبر في العمر، ولكن من يضمن لك أن تعيش إلى الزمان الذي تنوي التوبة فيه أو أنك ستتوب ندما تصل إلى ذلك العمر؟! والله تعالى يقول: (ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِؤُون).
- إن الشاب المقبل على الزواج عليه أن يدقق فيمن سيتزوج منها، فلا يخطب أحد فتاة وينظر لها على أنها أداة استمتاع، فالاستمتاع تذهب لذته بعد فترة وجيزة، ولكن عليه أن ينظر لها على أنها أم لأبنائه المستقبيين، فانظر أي أم ستنخب لأبنائك.
- إن الخطوة الأولى في كبح الشهوات هو اختيار الزوجة الصالحة، والزوجة الصالحة هي التي تشبع زوجها ليس فقط إشباعاً غريزياً بل إشباع نفسي وروحي، فهي أنيسة ووهي مذكرة لك بالآخرة، وهي تقوم لك سلوكياتك، وتكون عوناً لك في الطريق إلى الله تعالى.
- إن الله عندما أراد أن يخلق البشر ويجعله خليفة في الأرض اعترضت الملائكة (قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء) يقولون أن (يَسْفِكُ الدِّمَاء) هو تعبير عن القوة الغضبية، و(يُفْسِدُ فِيهَا) هو تعبير عن القوة الشهوية.
- إن الحكمة في خلق الشهوة عند البشر لأجل أن يأنس الرجل بزوجته (وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً) ويقدم على مقاربتها حتى يستمر النوع البشري، فلولا أن جعل الله تلك الشهوة لما أقبل أحد على الزواج والإنجاب مع ما فيه من مسؤليات وصعوبات وهموم ف(لولا الأمل لما زرع زارع زرعاً).
مواضيع مشابهة
ليتفقهوا في الدين – علوم القرآن في رواية أمير المؤمنين (ع) -23- أسباب بقاء الخلق