خطوات في بناء النفس – الشيخ حبيب الكاظمي
إن الله تعالى جعل في الإنسان غدة تحفزه على النجاة في المواقف الخطرة، فلو استشعر أحدنا الخطر الذي يحيط به عندما ينتقل إلى الدار الآخرة لبذل أقصى جهده حتى ينجو من ذلك الخطر.
إذا أراد أحدنا أن يبني بيتاً له ولأسرته يجلب أفضل المهندسين لتصميم البيت وتأسيسه الأساس السليم لأنه بيت العمر، ولكن كثير منا يغفل عن بناء النفس للحياة الأخروية، فالدينا دار فناء وليست دار بقاء، ونحن البشر خلقنا للبقاء في الحياة الأخرى ولم نخلق للفناء في الدنيا.
إن المؤمن يجب أن يرفع من هدفه في الحياة الدنيا، فنحن أغلب أهدافنا بناء بيت و تأسيس أسرة وتحصيل شهادات عليا وثروات هائلة، ونغفل أن الهدف الحقيقي لنا في هذه الحياة هو البناء للآخرة وليس للدنيا.
إن الله تعالى أوضح في كتابة العزيز هدف الخلقة (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ)، والحال أن جميع ما في الوجود يعبد الله (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ)، أما الإنسان الذي خلق للعبادة تراه يعصي الخالق ويغفل عن سبب وجوده.