الحواس المستقبلة والمصدرة – الشيخ حبيب الكاظمي
- هناك حواس مستقبلة مستوردة وأخرى مصدّرة، فالعينان والأذنان تعدّ من الحواس المستقبلة والفم يعتبر من الحواس المصدّرة.
- بإمكان المرء أن يجمّد حاسّته المصدّرة المتمثلة بفمه فلا يتفوّه بشيء لئلا يزلّ فيسجّل عليه شيء، لكن المشكلة تكمن أيضًا في الحواس المستقبلة المصدرة.
- هناك فرق بين الغمض والغضّ، فغضّ البصر الذي يتحدث عنه جل وعلا في كتابه الكريم (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم) ليس إغماضًا للعينين، فلا يتيسّر لدى الجميع بأن يغمض عينيه عند التعامل مع النساء في المجتمع، فجاء الأمر بالغضّ الذي لا يستلزم إغماض العينين بل هو في الواقع قطع للاتصال بين الحواس المستقبلة والمخ الذي يفسّر هذه الصور الواصلة.
- إن لكل محرم أثرا وضعيا، فقطيعة الرحم تقصر الأعمار ومنع الزكاة يمنع نمو المال، كما أن عدم غض البصر يختم على القلب ويجعله كالخشبة اليابسة، فتراه لا يخشع ولا يتأثر في ليالي القدر في الوقت الذي ترى الآخرين فيه يضجون بالبكاء والنحيب.
- إن الاعتياد على النظر المحرم يحفز إفراز الهرمونات المسؤولة عن الانجذاب إلى الجنس الآخر التي تكون بمستواها الطبيعي لولا النظر المحرم، لكنك ترى من اعتاد على هذا النظر المحرم يعود إلى عادته حتى بعد زواجه ولا يكف عن فعل الحرام.
- إن غض البصر عن النظر الحرام إراحة للقلب، فمن نظر إلى منظر مثير وكأن لم ينظر فهو يقطع دابر الشيطان ويقطع الطريق عليه منذ البداية فلا يدخل نفسه في متاهات لا يحمد عقباها.
- من اعتاد على النظر الحرام فكأن عينه قد فقئت، وعليه ألا يشتكي فيما بعد من عدم رؤيته لجمال الروح والجمال المعنوي.
- إن لغض البصر حلاوة ولذة لا تضاهيها حلاوة عدم الغض، فإن من يغض بصره تفتح له العين البرزخية فيتمتع بذلك أضعاف ما يتمتع به في تلك اللحظات التي تمر فيها أمامه فتاة حسناء في خلوة والشيطان ثالثهما.
- إن من يفكر بما وراء ذلك الوجه الجميل الذي أتقن صنعه الله ليغري به زوجا لحفظ الجنس البشري من خلاله من لحم ودم وعظام فلن يفكر بالنظر المحرم مطلقا.
- السيدة الزهراء عليها السلام قدوة في الحشمة والعفاف، ويكفي أن نعلم بأن الزهراء عليها السلام فرحت لأنها علمت بأنها في تشييعها ستوضع في تابوت لا يظهر جسمها من خلاله.