الدين بين اليسر والمجاهدة – السيد صباح شبر
في تتمة الحديث عن قاعدة “الله يسير يحب اليسير”، نتناول في هذه الحلقة كيفية الجمع بين مبدأ التيسير الذي أكدت عليه النصوص الشريفة، وبين روايات تدعو إلى تحمل المشقة في العبادة والمجاهدة في طاعة الله. فقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ما يظهر فيه الميل إلى تحمل الأعباء الصعبة، مثل الصوم في الصيف والضرب بالسيف في سبيل الله. فكيف نفهم هذا التوازن بين اليسر والمجاهدة؟ وهل الدين دعوة للراحة فقط أم لتربية الروح على تحمل التكاليف في مواضعها الصحيحة؟
الرواية:
عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال:
(حبب إلي من دنياكم ثلاث: إطعام الضيف، والصوم بالصيف، والضرب بالسيف).
مستدرك الوسائل ج ١٦ – ص ٢٥٩
الأسئلة المطروحة في الحلقة:
قاعدة اليسر في الدين: ما المقصود بقول الأئمة: “الله يسير يحب اليسير”؟ كيف يتحقق التوازن بين أداء العبادات بيسر وعدم إدخال المشقة غير المطلوبة؟
المجاهدة وتحمل الصعاب: كيف نفهم كلام الإمام علي (عليه السلام) في محبته للصوم في الصيف مع مشقته؟ ما الفرق بين المشقة المذمومة التي تؤدي إلى العجز، والمشقة المحمودة التي تُعلي من شأن العبادة؟
الجمع بين اليسر والمجاهدة: كيف يمكن أن يكون الدين يسيراً وفي الوقت نفسه يطلب من المؤمن الصبر والتحمل؟ ما هي القاعدة التي تحدد متى نأخذ بالرخصة ومتى نختار الأفضل والأشق؟ كيف يربي الإسلام المؤمن على التوازن بين الرحمة بالنفس والجدية في الطاعة؟
الدين ليس تشديداً ولا تفريطاً، وإنما هو توازن بين اليسر الذي هو الأصل، وبين المجاهدة التي ترفع مقام العبد عند الله متى كانت في موضعها الصحيح. فالرخصة سنة كما أن الصبر على المشقة في طاعة الله فضيلة، ومنهج أمير المؤمنين (عليه السلام) يعلمنا أن نعيش اليسر في حياتنا، وأن نختار المشقة متى كانت في سبيل الله وطاعته، لتكتمل صورة الدين التي تجمع بين الرحمة والجهاد، وبين السهولة والصبر.
