في رحاب الإمام العسكري ع – الشيخ حبيب الكاظمي
- لقد استطاع العلم الحديث أن يكشف جنس المولود وهو في بطن أمه، رغم أن ذلك من الغيب، وعلم الغيب منحصر بالله تعالى؛ إذ لا مانفاة، فمن الممكن أن يطلع الله البعض على غيبه، ولو بواسطة جهاز كاشف لجنس الجنين.. وهكذا لا مانفاة بين انحصار علم الغيب بالله تعالى وبين اطلاعه سبحانه لبعض أوليائه على غيبه.
- إن للإمامين العسكريين عليهما السلام كرامات كثيرة، ولعل الحكمة في ذلك التهيئة لولدهما الإمام المهدي عجل الله فرجه وتعويد الأمة على غيبته، لأن في غيبته كرامة وفي ظهوره كرامة.
- كان الإمام الحسن العسكري عليه السلام يجيب أحياناً عما يفكر به أصحابه، فمثلاً روي أن أحد أصحاب الإمام العسكري عليه السلام – وهو داود بن القاسم الجعفري – أنه سأل الإمام العسكري عن قوله تعالى: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ…) فأجابه الإمام عليه السلام. ثم يقول الراوي: فدمعت عيني وجعلت أفكر في نفسي في عظم ما أعطي آل محمد عليهم السلام فنظر إلي أبو محمد العسكري عليه السلام فقال: (الأمر أعظم مما حدثتك به نفسك من عظم شأن آل محمد عليهم السلام، فاحمد الله فقد جعلك متمسكا بحبلهم، تدعى يوم القيامة بهم إذا دعي كل أناس بإمامهم، فأبشر يا أبا هاشم فإنك على خير).
- كان الإمام العسكري عليه السلام في منتهى الشفقة بشيعته ومحبيه، وشفقته هذه ليست خاصة بحياته المباركة، بل حتى بعد استشهاده! فلو ذهبت لزيارته مثلاً وعانيت في ذلك السفر، فإن ذلك في عين الإمام وتحت ظل رعايته.
- لا يكفي مجرد الحب لأهل البيت عليهم السلام بل لا بد من أتباعهم والعمل بوصاياهم عليهم السلام والتي منها ما رواه أبو هاشم الجعفري بقوله: سمعت أبا محمد عليه السلام يقول: (من الذنوب التي لا تغفر قول الرجل: ليتني لا أؤاخذ إلا بهذا..) أي يحتقر المعصية التي ارتكبها ويستصغرها؛ إذ على المرء أن ينظر إلى من عصى لا إلى المعصية..!
- البعض تستهويه العبادة، فلا تفوته جماعة لا قيام ليل، وهذا أمر جيد محبب، ولكن هنالك أمر آخر ينبغي الالتزام به، وهو أن يفكر في المخلوقين أيضاً، فيكون من أهل المعروف.
مواضيع مشابهة
خير الزاد – 733 – الإمام العسكري