في رحاب السيدة زينب الكبرى عليها السلام – الشيخ حبيب الكاظمي
- إن تسمية السيدة زينب عليها السلام تسمية ربانية إلهية لأنها عندما ولدت طلب أمير المؤمنين عليه السلام من النبي الأعظم صلى الله عليه وآله تسميتها فقال صلى الله عليه وآله: ما كنت لأسبق ربي تعالى، وإذا بجبرئيل عليه السلام يقول له: سم هذه المولودة زينب فقد اختار الله لها هذا الاسم.
- عندما يأتي مولود جديد عادة ما ينتاب الفرح والسرور أهل ذلك البيت، ولكن السيدة زينب عليها السلام عندما ولدت بكى عليها جدها النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وأبوها أمير المؤمنين عليه السلام وذلك لعلمهم بما يجري عليها من المحن والويلات.
- علماؤنا دقيقون في اختيارهم للعبائر بلا مجاملة، وعندما يصلون إلى الحديث عن السيدة زينب عليها السلام نجد بعضهم يقر بالعجز عن وصف مقامها فيقول: زينب وما أدراك ما زينب، ويقول أحدهم في حقها: وقد حازت من الصفات الحميدة ما لم يحزها بعد أمها أحد وحق أن يقال هي الصديقة الصغرى.
- إننا لو سمعنا أحدا يقول بأنها الصديقة الصغرى عليها السلام بعد أمها فاطمة عليها السلام الصديقة الكبرى لكان الأمر في محله لأنها تالية لأمها في العظمة.
- من التعريفات المهمة التي صدرت بحق السيدة زينب الكبرى عليها السلام ما عرفته بها حكيمة عمة إمام زماننا عليه السلام حيث قالت: إن الحسين بن علي عليهما السلام أوصى إلى أخته زينب بنت علي بن أبي طالب عليهم السلام في الظاهر وكان ما يخرج عن علي بن الحسين من علم ينسب إلى زينب بنت علي تسترا على علي بن الحسين.
- لقد جمعت السيدة زينب عليها السلام بين المعرفة العظيمة والحياء والعفة وهي مفجوعة بأخويها عليهما السلام وبأولادها وسائر أهل بيتها وأصحاب أخيها الحسين عليه السلام، وعندما سألها ابن زياد كيف رأيت صنع الله بأخيك وأهل بيتك وإذا بها تقول: ما رأيت إلا جميلا، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم. ما هذه المعرفة العظيمة!
- يحدثنا التاريخ عن دور السيدة زينب عليها السلام الرسالي في نشر علوم الدين وأنها كانت مصدرا لمراجعة القوم في الحلال والحرام، وكان لها في الكوفة مجلس للنساء تفسر فيه كتاب الله عز وجل.
- من يريد المقامات العليا فعليه أن يوطن نفسه على تحمل المصائب والبلايا، فهذه السيدة زينب عليها السلام صبرت وتحملت فحظيت بالخلود في الدارين.