التشبه بأخلاق النبي صلى الله عليه وآله – الشيخ حبيب الكاظمي
- من المناسب لكل فرد منا أن يأخذ دورتين سريعتين حول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، أحدهما في سننه والأخرى في مكارم أخلاقه، من خلال كتب الحديث ككتاب بحار الأنوار وغيره.
- الخلق كما في كتب الأخلاق: (ملكة نفسانية لا صفة عابرة)، فمثلاً: قد ينفق أحدنا -في موقف ما- مالاً وفيراً في سبيل الله، فهذا لا يسمى كريماً، بل الكريم من كان الإنفاق سجيته إلى وقت مماته. ويقول أهل الأخلاق: (إذا صار الخل ملكة صدرت الأفعال بسهولة)، فينفق المرء ماله من دون تكلف ولا مجاهدة ومعاناة، ويغض بصره من دون تكلف أيضاً؛ لأنه العفة صارت ملكة له وسجية عنده.
- إذا أراد العبد أن يصل إلى المقامات العليا فليسأل الله سبحانه أن يزرع في قلبه المحبة فإن أحب الله تعالى تفاني في القرب منه، وإن مشكلتنا هي حب الدنيا، فإن الله سبحانه لا يجمع حبين في قلب واحد، (مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ).
- في الآية الكريمة: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، دقة عالية في وصف أخلاق النبي صلى الله عليه وآله؛ لأنها أولاً: دخلت عليها (إنّ) التأكيدية، ثانيا: الجملة فيها أسمية، والأسمية أقوى من الفعلية، وثالثا: دخلت عليها لام التأكيد (لَعَلَى)، رابعاً: لم تقل الآية لك خلق عظيم -مثلاً- بل قالت (وَإِنَّكَ لَعَلَى) و(على) أداة استعلاء، كالراكب على دابته، يسوقها كيفما يشاء، فالخلق بالنسبة إلى النبي صلى الله عليه وآله كمطية يسوقها كيفما يشاء!
- صار النبي المصطفى صلى الله عليه وآله نبياً ومحموداً؛ لأن الله تعالى جعل حبه في قلبه، فالملاك والأساس والمحرك هو الحي، ويمكن للعبد الوصول إلى المحبة والاتباع والتضرع إلى الله عز وجل.
- لدى البعض ملكات طيبة ولكنه متقوقع على نفسه، والنبي صلى الله عليه وآله لم يكن خلقه العظيم لنفسه فقط، بل لسان حاله يقول: خلقي، وأريد من الأمة أن تصل إلى مقام الخلق العظيم بما استطاعت إلى سبيلاً.
- من اللازم على المؤمن أن يتأسى بالنبي صلى الله عليه وآله في أن يكون عنصر خير ومربيا لأسرته ولبيته على أقل تقدير.