في رحاب الإمام الصادق ع – الشيخ حبيب الكاظمي
- إنّ الكثير من فقهاء المدارس الأخرى شهدوا للإمام الصادق عليه السلام بعظيم الصفات.. فهذا أنس بن مالك يقول: (ما رأت عيني أفضل من جعفر بن محمد، فضلاً وعلماً وورعاً وكان لا يخلو من إحدى ثلاث خصال: إما صائماً، وإما قائماً، وإما ذاكراً. وكان من عظماء البلاد، وأكابر الزهاد الذين يخشون ربهم، وكان كثير الحديث طيب المجالسة كثير الفوائد…).
- لقب الصادق من الألقاب المشهورة للإمام جعفر بن محمد عليهما السلام وقد لقبه به النبي صلى الله عليه وآله قبل مولده، وكيف لا يلقب بالصادق وهو أصدق من على المعمورة في زمانه، وهو من فتح خزائن العلم..؟!
- لا يعلم الغيب -بالاستقلال- إلا الله سبحانه: (قُل لّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) من ارتضاه من رسول يطلعه على غيبه.. (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا).
- إنّ الحق جلّ وعلا هو المتوفى للأنفس بالأصالة (اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا) وملك الموت عزرائيل عليه السلام موكل من قبل الله تعالى بقبض الأرواح (قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ)، فلا منافاة إذاً.. وهكذا التوسل بأئمة أهل البيت عليهم السلام؛ إذ إنهم أبواو الله والسبب المتصل والوسيلة إليه سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ).
- إنّ المعصوم عليه السلام هو بقية الله في أرضة وعينه الناظرة، وعلى المسلمين التمسك به.. والإمام الصادق عليه السلام يبين الطريق لمن جهله بقوله: (يا معشر الأحداث! اتقوا الله ولا تأتوا الرؤساء وغيرهم، حتى يصيروا أذناباً، لا تتخذوا الرجال ولائج من دون الله، أنا والله خير لكم منهم)، ثم ضرب بيده إلى صدره.