زيارة الإمام الرضا عليه السلام في ذكرى مولده – الشيخ حبيب الكاظمي
- إن زيارة الإمام الرضا وسائر المعصومين عليهم السلام لا يشترط فيها الزيارة عن قرب بل يمكن للمؤمن أن يزور الإمام عليه السلام عن بعد، ويقول الشيخ البهجة في أحد كلماته إن فلسفة زيارة المعصوم عليه السلام تتلخص في كلمة واحدة وهي أن تعيش حقيقة المعصوم عليه السلام وبأنه حي يرزق ويسمع الكلام ويرد السلام.
- إن قصة الجلودي مع الإمام الرضا عليه السلام تحكي مكارم أخلاق الإمام ونبله وشهامته، فهذا الشخص المجرم الذي أراد سلب حلي نساء أهل بيت النبوة وما عليهن من أقراط وأساور جاء الإمام عليه السلام ونزع جميع حليّ نسائه في بيته وقدمها إلى هذا اللص دفعا لمفسدة أعظم. ومرت الأيام إذ جيء بالجلودي إلى قصر المأمون مقبوضا عليه، ولما رآه الإمام عليه السلام لم يتحرز عن الانتقام منه وحسب بل أراد من المأمون أن يهبه الحرية لكن خبث سريرة الجلودي وسوء نيته جعلته ينال عقابه في الدنيا قبل الآخرة.
- إن من رأفته شملت أمثال الجلودي مع عظيم ما اقترفه وفعله بحق الإمام عليه السلام لهي أحق أن تشمل من أتاه زائرا قاطعا آلاف الأميال من بغداد والنجف وكربلاء والبصرة.
- إن من آداب زيارة الإمام الرضا عليه السلام وغيره من المعصومين عليهم السلام هو أن لا يذهب أحدنا بنية قضاء الحاجة وإنما محبة بالإمام عليه السلام وعشقا له وشوقا إليه، فتخيل أحدنا يأتي لزيارة أمه أو أبيه أو أحد أقاربه كل فترة ولكنه يطلب في كل مرة ممن يزوره شيئا من النقود فهل هذا من الأدب؟ فإن لم يكن ذلك أدبا في زيارة الأقارب والأحباب فكيف بزيارة من يفترض به أن يكون أحب إلينا من أمنا وأبينا؟
- قد يحقق الله لنا آمالنا ويقضي لنا حوائجنا بحق من نزوره من المعصومين عليهم السلام بغير ما طلبناه وبطريقة لم نكن نفكر بها، فقد روي أن رجلا زار الإمام الرضا عليه السلام طالبا زوجة وعيالا لكن الله لم يحقق له ذلك، إلا أن الإمام عليه السلام دعا له ليمد الله في عمره 10 سنين، فأي حاجة أعظم؛ ما طلبه أم ما تحقق؟
- ينبغي للمؤمن التحلي بآداب الزيارة عند زيارة الإمام الرضا عليه السلام وغيره من أهل البيت عليهم السلام وأن لا يعود عاتبا معاتبا -لا سمح الله- لأن حاجته لم تقض ولم تتحقق، فالله أعلم بحالنا وصلاح أمورنا منا.