في رحاب الإمام العسكري عليه السلام – الشيخ حبيب الكاظمي
- من عادة الإنسان أنه إذا أحب شخصاً ما، وفقد ذلك الشخص عزيزاً عليه كأبيه وجده، عمن الطبيعي أن يتفقده ويحزن لحزنه، وكذلك يفرح في مناسبات أفراحه.. وهكذا المؤمن المحب لإمام زمانه عجل الله فرجه يفرح لفرحه ويحزن لحزنه، كما في مناسبات ولادات أو وفيات آبائه الطاهرين عليهم السلام.
- لقد كانت للأئمة المتأخرين الثلاثة -الجواد والهادي والعسكري عليه السلام- محن متميزة ومختلفة عن سائر أئمة أهل البيت عليه السلام حيث إنهم قتلوا في ريعان شبابهم!
- كم سر الإمام الرضا عليه السلام عندما ولد له الإمام الجواد؛ لأنه ولد على كبر سنه.. ولكن ما يحزن القلب يدمع العين أن الإمام الرضا عليه السلام أشار إلى أن ولده هذا سيقتل، وهو يعلم ما سوف يجري على الجواد عليه السلام.
- إن ألقاب الأئمة عليهم السلام اشتقت من مكارم أخلاقهم، كلقب الجواد من الجود، ولقب الهادي من الهداية، وهكذا.. وأما تلقيب الإمامين علي بن محمد والحسن بن علي عليهما السلام بالعسكريين، فهو نسبة إلى منطقة العسكر في سامراء والتي كان الإمامان عليهما السلام فيها تحت الإقامة الجبرية، ولعل في هذا اللقب إشعار إلى محنتهما ومظلوميتهما عليهما السلام، ولذا فإن هذا اللقب يذكرنا بمحنتهما عليهما السلام.
- إن الإمام العسكري عليهم السلام يحب ألا ينصرف زائره من دون طلب أو سؤال منه… روى أبو هاشم الجعفري قال: وروى إسحاق بن محمد النخعي قال: حدثني أبو هاشم الجعفري قال: شكوت إلى أبي محمد عليه السلام ضيق الحبس وكلب القيد، فكتب إلي: (أنت مصلي اليوم الظهر في منزلك) فأخرجت وقت الظهر فصليت في منزلي كما قال. وكنت مضيقا فأردت أن أطلب منه معونة في الكتاب الذي كتبته فاستحييت، فلما صرت إلى منزلي وجه لي بمائة دينار وكتب إلي: (إذا كانت لك حاجة فلا تستحي ولا تحتشم، واطلبها تأتك على ما تحب إن شاء الله).
مواضيع مشابهة
خير الزاد – 733 – الإمام العسكري