ـ عندما يُعبِّر رسول الله صلى الله عليه وآله في حقِّ ابنته الزَّهراء عليها السلام بمثل:
(فداها أبوها) .. (بضعة مِنِّي).. (روحي التي بين جنبي)، فهي تعابير تُبيِّن عظمة منزلة السيِّدة الزَّهراءعند الله تعالى؛ لأنّه صلى الله عليه وآله {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ}
إنَّ لأئمَّة أهل البيت عليهم السلام مواقف مشهودة من البُكاء على أمّهم الزَّهراء عليها السلام وعلى جدِّهم الحسين عليه السلام (إنَّ يوم الحسين أقرح جفوننا وأسبل دموعنا).
لو أنَّ الله تعالى قدَّر للسيِّدة الزَّهراء سلام الله عليها عُمراً مديداً في هذه الدنيا، وكان قد قيَّض من ينقل علومها؛ لأثرت الأمَّة الإسلامية بأعظم تُراث.
يقول البعض: لو أردت أنْ تعلم موقعك عند الله تعالى ورسوله والأئمَّة من بعده، فإنَّك تستطيع أن تعرف ذلك من خلال مقدار حُبِّك للسيِّدة الزَّهراء سلام الله عليها وإجلالك لها.
في سورة الحمد ثناء: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ * الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} وادِّعاء: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ودعاء: {اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}.
ليست العبادة مجرد الصلاة والصوم والحج ودفع الزكاة والخمس، بل العبادة الحقَّة هي أنْ يرى العبد نفسه بين يدي الله عزَّ وجلَّ في كل آن ومكان.
لقد كانت السيِّدة الزَّهراء عليها السلام على ذكر دائم لله تعالى، ولم تغفل عنه سبحانه طرفة عين؛ لهذا قال لها أبوها المُصطفى: يا فاطمة! إنَّ الله تبارك وتعالى ليغضب لغضبك ويرضى لرضاك.