صوم الخواص – الشيخ حبيب الكاظمي
- إن السلاطين لهم أوقات للدخول عليهم فلا يعقل أن يبقي السلطان بابه مفتوح، فالله تعالى وإن كان بابه دائما مفتوح لعبادة إلا أن له ساعات وأيام يفتح بها الأبواب على مصراعيه.
- إن شهر رمضان شهر الضيافة الإلهية، ويوم الجمعة فيه يكون ضيافة على ضيافة، وفي فترة السحر من ليلة الجمعة في شهر رمضان ضيافة خاصة جداً فابواب الله الداخلية تكون مفتوحة.
- إن هنالك أمور تورث المرء الحكمة، منها السكوت والصيام، فلقمان الحكيم اكتسب الحكمة بسكوته، فالمؤمن خلال الصيام يكتسب الحكمة، فماذا لو أضاف لجوع الصيام السكوت عن اللغو من الحديث، لعل الله يتفضل عليه بالحكمة.
- إن هنالك صوم لعوام الناس وهو الصوم عن الطعام والشراب، وهو الصوم الفقهي وله أجره وثوابه عند الله، فجزاؤه الجنة ولكن أين صوم الخواص وثوابه (وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ).
- إن صوم الخواص هو ضبط اللسان عن كل ما لا يرضي الله تعالى، فالطعام المحلل في نهار شهر رمضان لا يرضى الله عن تناوله، فهل يرضى الله عن تناول الغيبة والكذب وفحش الكلام فيه؟!
- إن من صوم الخواص صوم العين عن الحرام، فقد ترى شاباً جامعياً أمامة الكثير م المغريات ولكن قلبه متعلق بالله، ولا ينظر إلى ما حرم الله النظر إليه، أفلا يأمل هذا الشاب أن يعطى الحكمة من الله.
- وإن صوم أخص الخواص هو كمال الانقطاع إلى الله تعالى، فالمؤمن لا يرى أحد سوى الله عز وجل فكما كنا نقرأ في دعاء شهر شعبان (إلهي هب لي كمال الانقظاع إليك).