في رحاب بنت باب الحوائج – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
إن شهر ذي العقدة من الأشهر الحرم، والأشهر الحرم ميزتها أنه كما الحسنة فيها مضاعفة كذلك السيئة فيها مضاعفة، فاليشدد الفرد من مراقبته لنفسه هي هذا الشهر الحرام، فلا يؤذي أحداً من عباد الله تعالى ولو بكلمة، وهذه هي فلسفة الأشهر الحرم حتى يروض المرء من نفسه على المراقبة في بقية الأشهر.
وفي هذا الشهر العديد من المناسبات الخاصة بأهل البيت عليهم السلام، ففهي غرة هذا الشهر ولادة كريمة أهل البيت السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام، وفي الحادي العاشر منه ولادة أخيها الإمام الرضا عليه السلام، وشهادته عليه السلام في الثالث والعشرين من هذا الشهر الفضيل، وفي الخامس والعشرين يوم دحو الأرض، وأخيراً شهادة الإمام الجواد عليه السلام في التاسع والعشرين.
وأما السيدة الجليلة فاطمة بنت الإمام موسى الكاظم عليهما السلام، قد ورد في فضلها وفضل زيارتها الكثير من الروايات ومنها ما نقله الشيخ عباس القمي عن كشف اللئالي أنّ جماعة من الشيعة قصدوا المدينة يريدون الإجابة عن بعض الأسئلة التي كانت معهم.
وكان الإمام الكاظم عليه السلام مسافراً خارج المدينة، فتصدت السيدة فاطمة عليها السلام للإجابة، وكتبت لهم جواب أسئلتهم. وفي طريق رجوعهم من المدينة التقوا موسي الكاظم، فعرضوا عليه الإجابات، وعندما اطّلع الكاظم على جوابها قال ثلاث مرات: (فداها أبوها).
وقد روي عن الإمام الجواد عليه السلام أنه قال: (من زار قبر عمتي بقم عارفا بحقها فله الجنة)، وعن فضل البقعة التي دفنت فيها ما روى عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: (إن لله حرماً وهو مكة، وإن للرسول صلی الله عليه وآله حرماً وهو المدينة، وإن لأمير المؤمنين عليه السلام حرماً وهو الكوفة، وإن لنا حرماً وهو بلدة قم)