الحذر من سوء العاقبة – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
علينا أن نعرف كيف يمكننا أن نحصن أنفسنا من سوء العاقبة، لأن منهج تبسيط الأمور والاكتفاء بلعن أهل الكوفة الذين قتلوا الإمام الحسين عليه السلام، حيث لا يكتمل تدين الإنسان بدون لعنهم والبراءة منهم، ولكن هل نعرف القواسم المشتركة بيننا وبينهم؟
مسألة حب الدنيا والتكبر والتجبر وحب الجاه والفظاظة وقسوة القلب التي كانت لدى الشمر وغيره.
بعضهم يظلم زوجته، أو بعض النساء المتفرعنات يظلمن أزواجهن وهن موجودات ولكن الغالبية العظمى هم الرجال المتفرعنين، ولكن لدينا نساء فراعنة عافانا الله من شرورهن.
هذا القلب القاسي أليس شريكا مع الشمر في قسوة القلب؟ هذه الجينات الأخلاقية الخطيرة ماذا تصنع؟ إن كانت التفاح الفاسدة يمكنها إفساد صناديق كاملة من التفاح، فقسوة القلب هذه ألا يمكنها أن تفسد عاقبة الإنسان وتوصله إلى مصير أهل الكوفة وسوء العاقبة الذي منوا به.
لدينا هنا منهجان: منهج تسطيح الأمور ومنهج التعمق، والقرآن الكريم يدعونا دوما إلى التدبر والنظر والتفكير، بمعنى: إياك أن تكون قشريا سطحيا، بمعنى أن نقول بأن أهل الكوفة جماعة انحرفوا وكانوا يحبون الدنيا فجزاهم الله بالعقبة السيئة وانتهى الموضوع.
ألا يجب أن نعلم من هم وكيف وصلوا إلى سوء العاقبة هذه، ولماذا انحرفوا بهذا الشكل، لآتي وأحاسب نفسي وأقارنها بهم وأقول بأنني لست ممن يمتلك مثل هذه الصفات الرذيلة حتى أكون في مأمن، أما مجرد اللعن والبراءة من أهل سوء العاقبة لا يضمن لنا حسن العاقبة.