إضاءات على دعاء مكارم الأخلاق – الشيخ حبيب الكاظمي
- إن الكثير منا لا يعرف عن الإمام زين العابدين عليه السلام إلا تلك المصائب التي تحملها وشاهدها في واقعة الطف ووقائع مسيرة السبي، إلا أن للإمام زين العابدين عليه السلام ذخائر علمية ضخمة جداً، وقد جسدها عليه السلام من خلال أدعيته المباركة.
- من الأدعية ذات التأثير التربوي والعلمي البالغ هو دعاء “مكارم الأخلاق”، فهو ليس بمجرد دعاء بقدر ما هو منهج حياة في تربية المجتمع وتربية النفس
- في مضامين هذا الدعاء (وَأَجْرِ لِلنَّاسِ عَلَى يَدَيَّ الْخَيْرَ) فكما جاء في الحديث الشريف: (إذا مات ابنُ آدم انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له) فالإنسان في القبر يعيش حالة موحشة، وهو بأحوج أحواله إلى تلك الهدايا الربانية التي يحصلها من تلك الصداقات الجارية.
- إن مصاديق الصدقات الجارية كثيرة: منها بناء مسجد أو حسينية أو مؤسسة خيرية، وقد تكون على شكل شاب سعيت في تحصينه وتزويجه ونتج من ذلك الزواج ذرية صالحة، أو على شكل إنسان ضال سعيت في هدايته وقد هداه الله فعلاً على يدك.
- إن للإنفاق آداب وشروط حتى يقبل، فالله تعالى قبل قربان هابيل ولم يقبل قربان قابيل، أنك إذا رأيت خيراً فعجل في أداءه، ولا تستعظم خيراً فعلته بل صغره في عينك حتى يصبح عند الله عظيماً، وأن تكتم الخير الدي فعلت ولا تمن على من تفضلت عليه (وَلا تَمْحَقْهُ بِالْمَنِّ).
- من المضامين الثمينة لدعاء مكارم الأخلاق هي التواضع الباطني: (وَلا تَرْفَعْنِي فِي النَّاسِ دَرَجَةً إِلاَّ حَطَطْتَنِي عِنْدَ نَفْسِي مِثْلَهَا)، إن الإنسان إذا داوم على طاعة ما أو التزم بالعبادات، جرى في نفسه شيء من العجب، فلا يصلن أحد لتلك الحالة إلا وجب عليه التذكر بأن الأعمال بالخواتيم.
