أهمية سلامة الأسرة – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
الزواج هو أحد الأسس الأساسية لتكوين الأسرة والمجتمع في الإسلام. جاءت العديد من الآيات القرآنية لتوضيح الأحكام والتوجيهات المتعلقة بالزواج والعلاقات الأسرية. إحدى هذه الآيات هي (وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاء سَبِيلاً).
أسباب نزول الآية الكريمة (وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم..)
نزلت هذه الآية لتحريم الزواج من النساء اللواتي كن زوجات الآباء، فكان أحدهم يتزوج زوجه أبيه بعد موت الأب، وكانت هذه العادة منتشرة في الجاهلية قبل الإسلام، حتى جاء الإسلام ليحرم هذه العادة ويضع قواعد شرعية تحفظ كرامة المرأة وتحقق العدالة.
أقوال العلماء في تفسير الآية
يتفق علماء المسلمين جميعا على أن هذه الآية جاءت لتحريم الزواج من زوجات الآباء. يرون أن هذا التحريم يشمل الزواج بعد وفاة الأب وأثناء حياته، وعلماء الإمامية يقولون أن التحريم يشمل أيضًا جميع النساء اللواتي كن على علاقة شرعية مع الأب، سواء كانت زوجة أو جارية مملوكة.
الآثار السلبية للعلاقات المحرمة
العلاقات المحرمة تأتي بالعديد من الآثار السلبية على الفرد والمجتمع:
فقدان الثقة: تؤدي العلاقات المحرمة إلى فقدان الثقة بين الأفراد والأسر.
الاضطراب النفسي: يعاني الأفراد المتورطون في علاقات محرمة من اضطرابات نفسية نتيجة الشعور بالذنب.
تدمير العلاقات الأسرية: تؤدي العلاقات المحرمة إلى تدمير العلاقات الأسرية وتفكك الأسرة.
تبعات عرقلة أمور الزواج على المجتمع
عرقلة أمور الزواج تأتي بتبعات سلبية عديدة على المجتمع:
زيادة معدلات الفساد: تؤدي عرقلة أمور الزواج إلى زيادة معدلات الفساد والفجور في المجتمع. بل وحتى سبب بازدياد معدلات الجريمة.
ارتفاع نسبة العزوبية: تؤدي الصعوبات في الزواج إلى ارتفاع نسبة العزوبية وتأخر سن الزواج. مما يوقع الشباب والشابات إما بفخ الحرام أو بمشاكل نفسية.
تفاقم المشاكل الاجتماعية: تؤدي عرقلة الزواج إلى تفاقم المشاكل الاجتماعية مثل البطالة والجريمة.
أثر صلاح الأسرة على صلاح المجتمع
صلاح الأسرة هو الأساس لصلاح المجتمع ككل. عندما تكون الأسرة صالحة ومتينة، يعم الاستقرار والرخاء في المجتمع:
التربية السليمة: تساهم الأسرة الصالحة في تربية الأبناء تربية صحيحة وتعليمهم القيم والأخلاق.
التكافل الاجتماعي: تعزز الأسرة الصالحة من التكافل الاجتماعي والتعاون بين أفراد المجتمع.
الاستقرار النفسي: توفر الأسرة الصالحة بيئة مستقرة نفسياً لأفرادها، مما ينعكس إيجابياً على المجتمع.
الخاتمة
الآية الكريمة (وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم) جاءت لتحريم عادة جاهلية وتوضيح الأحكام الشرعية المتعلقة بالزواج، لأن صلاح الأسرة هو المفتاح لصلاح المجتمع، ويجب علينا جميعاً العمل على تعزيز القيم الأسرية والأخلاقية لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
