وبر الوالدين وقاية من السخط – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
في خطبتها الفدكية، ألقت السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) الضوء على العديد من القيم والمبادئ الإسلامية الهامة، وهذه الخطبة تعتبر دستورًا للأجيال في العقيدة والأخلاق والسلوك في سبيل الوصول لرضا الخالق جل جلاله.
ومن بين هذه القيم تأتي مقولتها: (وبر الوالدين وقاية من السخط). هذه العبارة تعكس أهمية بر الوالدين في الإسلام وأثره الكبير في تحقيق رضا الله وتجنب سخطه.
معنى بر الوالدين
بر الوالدين يعني الإحسان إليهما، والاعتناء بهما، وإبداء الاحترام والتقدير لهما في كل الأوقات.
يشمل البر العناية الجسدية والعاطفية، والتحدث إليهما بلطف، وتلبية احتياجاتهما، والحرص على رضاهم وسعادتهم.
فالله تعالى جعل بر الوالدين من أهم الواجبات على المسلم، وقرنه بعبادته في العديد من الآيات القرآنية.
أثر بر الوالدين في رضا الله
وقاية من السخط:
أشارت السيدة الزهراء (عليها السلام) في خطبتها الفدكية إلى أن بر الوالدين يعد وقاية من سخط الله.
هذا يعني أن الإحسان إلى الوالدين والحرص على رضاهما يجنّب الإنسان غضب الله وعقابه. قال الله تعالى في القرآن الكريم: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا).
وهذه الآية تبين أن بر الوالدين يأتي مباشرة بعد عبادة الله، مما يعكس أهميته الكبيرة.
أثر بر الوالدين في الحياة الدنيا
تحقيق البركة والسعادة:
الإحسان إلى الوالدين يحقق بركة في حياة الإنسان، سواء كانت بركة في الرزق أو الصحة أو العمر.
كما أن بر الوالدين يساهم في تحقيق السعادة والراحة النفسية للفرد، لأن رضا الوالدين يعكس رضا الله.
بر الوالدين من أهم الأخلاق الإسلامية
الإسلام يحرص على تعزيز قيم الرحمة والاحترام بين أفراد المجتمع، وبر الوالدين يعد تجسيداً عملياً لهذه القيم، حيث يتعلم الفرد كيفية العطاء والإحسان من خلال رعايته لوالديه.
وهذا يعزز الروابط الأسرية ويقويها، ويخلق جواً من المحبة والاحترام المتبادل.
خاتمة:
مقولة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) (وبر الوالدين وقاية من السخط) تعكس القيمة العظيمة لبر الوالدين في الإسلام. من خلال الإحسان إلى الوالدين، يمكن للإنسان تحقيق رضا الله وتجنب سخطه، وكذلك تحقيق البركة والسعادة في حياته. إن بر الوالدين ليس مجرد واجب ديني، بل هو تجسيد عملي لقيم الرحمة والاحترام في المجتمع الإسلامي. علينا جميعاً أن نسعى لتحقيق هذا الواجب الجليل لنحظى برضا الله ونعمه.
