الاستعداد لليلة القدر – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
- إن الاستعداد لليلة القدر يبدأ من غروب شمس آخر يوم من شهر شعبان، والرحمة الإلهية في شهري رجب وشعبان تكون على مستوى عال عن غيرهما من الشهور، وتزداد هذه الرحمة في شهر رمضان حتى تصل إلى قمتها في ليلة القدر.
- إن التعيس من يحرم من الرحمة الإلهية في ليلة القدر، والأتعس هو من ييأس من رحمة الله تعالى، فإن اليأس من رحمة الله هو من أكبر الكبائر، بل لعلة مساوٍ للكفر، فكما روي عن الإمام الرضا عليه السلام فيمن ترك الصلاة والصيام لقتله ستين عليوياً: (إن يأسه من رحمة الله اكبر ذنبا من قتله ستين علويا).
- إن عدم التوبة أخطر من الذنب، فلا يدرك الإنسان ليلة القدر إن كان يائس من رحمة الله، أو كان تاركاً للتوبة بحجة أن ذنوبه كثيرة فإن عفو الله أكبر من كل الذنوب، فقد قال أعرابي : يا رسول الله من يحاسب الخلق يوم القيامة ؟ قال : الله ، قال : نجونا ورب الكعبة.
- الرضا عن النفس هو من أشد أمراض الروح، والراض عن نفسه لا يتوب من ذنبه، فاللذي يرى نفسه غير مذنب ويرى أنه على أكمل وجه في العبادات فلا يرى أنه محتاج للتوبة والاستغفار، وإن حقيقة الرضا عن النفس هو التكبر والغرور.
