ذكرى الإمام العسكري عليه السلام – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
يروي ابن شهرآشوب في كتابه مناقب أبي طالب عندما تناول سيرة الإمام الحسن العكسري عليه السلام: (ميلاده يوم الجمعة لثمان خلون من شهر ربيع الآخر بالمدينة . وقيل : ولد بسر من رأى سنة اثنين وثلاثين ومائتين .
مقامه مع أبيه ثلاث وعشرون سنة وبعد أبيه أيام إمامته ست سنين، وكان في سني إمامته بقية أيام المعتز اشهرا ثم ملك المهتدي والمعتمد ، وبعد مضي خمس سنين من ملك المعتمد، ودفع مع أبيه بسر من رأى (سامراء) وقد كمل عمره تسعة وعشرين سنة، ويقال ثمان وعشرين سنة .
مرض في أول شهر ربيع الأول سنة ستين ومائتين، وتوفي يوم الجمعة لثمان خلون منه، وقد أخفى مولد ابنه لشدة طلب سلطان الوقت له فلم يره إلا الخواص من شيعته.)
وقد تعمد الإمام العكسري حمل زوجته بالإمام المهدي عجل الله فرجه وموضوع ولادته عن غالب الناس إلا عن بعض خواصه الثقاة المؤمنين حرصاً عليه من كيد العباسيين حيث كانوا لعلمهم بأن الإمام الثاني عشر المصلح الذي سيقضي على الظالمين وينشر العدل في الأرض.
وبما أن السلطة العباسية كانت تدري بنفسها أنها سلطة ظالمة طاغية فكانت حرصية على القضاء على كل من يهدد سلطنها، كما كان فرعون يقتل كل مولود من بني إسرائيل حرصاً على ملكة ممن سيأتي ويقضي عليه.
وكان ممن أخفى عنهم الإمام الحسن العسكري عليه السلام موضوع حمل زوجته هو أخوه جعفر الكذاب، لما عرف عنه من عمالته للسلطة وانحرافه عن منهج آبائه المعصومين عليهم السلام.
فقد روى أيضاً ابن شهرآشوب في كتابه المذكور: (وتولى اخوه اخذ تركته وسعى إلى السلطان في حبس جواري أبى محمد عليه السلام وشنع على الشيعة في انتظارهم ولده وجرى على المخلف كل بلاء، واجتهد جعفر في المقام مقامه فلم يقبله أحد برأوا منه ولقبوه الكذاب فورد إلى عبد الله بن خاقان وقال: اجعل مرتبة أخي وأنا أوصل إليك في كل سنة عشرين ألف دينار، فزبره وقال: يا أحمق ان السلطان جرد سيفه في الدين زعموا ان أباك وأخاك أئمة ليردهم عن ذلك فلم يتهيأ له فان كنت عند شيعة أبيك وأخيك إماما فلا حاجة بك إلى مرتب، ثم أمر أن يحجب عنه.
