الدنيا في نظر المؤمن الشيخ حبيب الكاظمي
إنّ القرآن الكريم يرسم لنا بداية ونهاية الحياة في لوحة حيَّة ( واضرب لهم مثل الحيوة الدنيا كماء أنزلنه من السّماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرّياح وكان الله على كل شيء مقتدرا ) فالسعيد من ترك الدّنيا للآخرة .
إنّ نظرة المؤمن أخروية ، لأنه يعلم أولاً أنّ نعيم الجنة لا يقاس بنعيم الدنيا ، وثانياً أنّ الجنّة دار باقية بلا نهاية ، والدنيا دار فانية .
إنّ الذي يبحث عن تلذذ البَدَن لا يَصل إلى لَذة الأرواح، ومن كَلامِ لروح الله عيسى (ع): ( الدّنيا والآخرة ضرتان ، فإذا أرضيت إحداهما أسخطت الأُخرى ).
إنّ الروايات تصرح أن (الدُّنيا سجن المؤمن، وجنّة الكافر) فالكافر سعيد في هذا السجن ، أما المؤمن يجاهد سجن شهوته عما حرم الله تعالى ، والسجين مآله الخروج إلى ساحة الحرية ليجد هناك ما أعدّ الله عز وجل للصابرين ، بينما لا يجد الكافر إلا العذاب والعقاب !.
إنّ الواهم المغبون هو من يريد أن يجمع بين شهوات الدنيا ولذائذها ، وبين تحصيل حالة التقوى والإيمان ، متناسياً أحاديث العترة التي مضمونها أن الدّنيا والآخرة ضرّتان لا يجتمع حبّهما في قلب إنسان !.
إنّ اجتماع أمور المؤمن وانتظامها إنما يكون لمن تكون الآخرة أكبر همه ، متذكراً قول الإمام الصادق (ع) : ( من أصبح وأمسى والدّنيا أكبر همّه ؛ جعل الله الفقر بين عينيه وشتّت أمره ولم ينل من الدّنيا إلاّ ما قُسم له ومن أصبح وأمسى والآخرة أكبر همّه ، جعل الله الغنى في قلبه وجمع له أمره ) .