مقارعة الشهوات – الشيخ حبيب الكاظمي
- إن مقارعة الشهوات لا يمكن تحقيقها عبر الاستماع لخطبة واعظ أو نصيحة رجل دين أو خطيب وما شابه، إنما تتم بجهد وسعي حثيث من قبل الفرد لمواجهة شهواته عبر التفكير السليم ومواجهة العواقب.
- إن غرائز الإنسان أمر حقيقي واقعي وليست مجرد أمر اعتباري، فهناك هرمونات تفرز في غدة في المخ تزيد وتنقص باختلاف الأشخاص واختلاف الأحوال والأوضاع، والإسلام لم يأت محاربا لهذه الغرائز وإنما مقننا لها ومهذبا.
- إن غض البصر يريح القلب كما في الحديث المروي عن أمير المؤمنين عليه السلام، فمن أهم الأمور المفيدة في مقارعة الشهوات والتي تقطع الوصول إلى القلب هو غض البصر، فالبصر هو الطريق لميل القلب وزيغه، فإن قطعت الطريق على القلب من البداية فقد نجحت في تجفيف منابع الشهوات المحرمة.
- إن توفير الجو الصالح هو من موجبات مقارعة الشهوات، فالجو الفاسد المليء بالمغريات والحافل بمحفزات الشهوة يشكل تربة خصبة لنمو الشهوة وتزايدها في غير محلها، مما يسبب التشتت وعدم التركيز لدى المرء.
- إن التوكل على الله في مقارعة الشهوات سند ومدد للإنسان المؤمن في حربه الشعواء ضد الشهوات، والتوكل غير التواكل، فالتوكل يستدعي أن تعقل ناقتك قبل أن تتوكل لا أن تترك جميع الأمور للبارئ وأنت لا تحرك ساكنا.
- إن الصلاة من أهم الأمور التي تهدئ النفس وتبعث على الطمأنينة في القلب، فترى تارك الصلاة لا يهدأ باله ولا تكاد تراه مطمئنا هانئا رغم كل النعيم الذي قد يعيش فيه، فالصلاة هي من موجبات السكينة والطمأنينة التي تساعد المرء في مقارعة الشهوات وتهذيب النفس.
