العلاقة مع صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه – الشيخ حبيب الكاظمي
إن العلاقة مع صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه تتشعب إلى عدة فروع، فبعضهم يفضل بناء علاقته معه عبر تقوية العقيدة وتحسين الخلق وحسن المعاملة وأداء الواجبات وترك المحرمات والمكاره والإتيان بالمستحبات ما أمكن، وذلك عمل ممدوح يثنى على صاحبه.
ولكن هناك من يزيد على ذلك بالدعاء دائما لتعجيل فرجه وظهوره عجل الله فرجه عقيب صلواته، وبعضهم اعتاد أن يذكره عند كل أذان أو بعد الفرائض.
وهناك من زاد على ذلك فأراد أن تكون العلاقة مع صاحب العصر والزمان أرواحنا فداه علاقة مثالية فسخر حياته كلها في خدمة الإمام عجل الله فرجه، فراح يبحث في القضايا المهدوية ويسخر وقته وجهده في البحث حول هذه القضايا والتزود من العلم فيها ورد الشبهات المطروحة حولها وتثقيف الأجيال وتوعيتها حول مسألة الغيبة والظهور وما شابه ذلك.
هناك من يتساءل عن معنى المسارعة إلى قضاء حوائج الإمام عجل الله فرجه، في الوقت الذي ينبغي على المؤمن أن يعي معناها بكل سهولة، فليس المقصود قضاء حوائج الإمام صلوات الله عليه بشكل مباشر، بل قضاء حوائج شيعته ومواليه، فإن قضاء حوائج المؤمنين هو قضاء لحوائجه عجل الله فرجه، فاحرص أيها المؤمن على أن تذكر إمام زمانك كل ما هممت بقضاء حاجة لأحد المؤمنين فتقول هذه حاجة مولاي قضيتها عنه فيكتب لك الأجر مضاعفا.
ومن الملفت أنه ليس هناك من يقف عند إمامة الإمام الحسن العسكري عليه السلام ولا يؤمن بإمامة صاحب الزمان عجل الله فرجه، فهناك الزيدية الذين يقفون على إمامة زيد ولا يؤمنون بإمامة الإمام الباقر عليه السلام، وهناك الإسماعيلية الذين يقفون على إمامة إسماعيل بن الإمام جعفر الصادق عليه السلام ولا يؤمنون بمن بعده من الأئمة، أما من آمن بمن بعده من الأئمة فهو اثنا عشري بلا شك ويؤمن بإمامة من بقي من الأئمة حتى صاحب العصر والزمان أرواحنا فداه.
